نتنياهو يحذّر: الضربات على غزة «مجرد بداية»
نتنياهو يحذّر: الضربات على غزة «مجرد بداية»
حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، الثلاثاء، ليست سوى البداية، مؤكداً أن العمليات العسكرية ضرورية لضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأوقعت الغارات أكثر من 400 قتيل، وفقاً لمصادر طبية فلسطينية، ما يجعلها الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير، ورغم تصاعد الخسائر البشرية، شددت إسرائيل على مواصلة القتال حتى تحقيق أهدافها.
اتهام إسرائيل والولايات المتحدة بالتصعيد
بدوره، اتهم القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، إسرائيل بمحاولة فرض "اتفاق استسلام" على الحركة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شريك رئيسي في التصعيد، ودعت الحركة في بيان رسمي الدول الداعمة للقضية الفلسطينية إلى الضغط على واشنطن لوقف ما وصفته بـ"العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزّل".
وفي خطاب متلفز، قال نتنياهو إن حماس "شعرت بقوة إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مضيفاً: "أؤكد لكم ولهم: هذه مجرد البداية"، جاء ذلك رداً على انتقادات من "منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين"، الذين اتهموا الحكومة بالتضحية بالمحتجزين عبر شن ضربات جوية عنيفة على القطاع.
إسرائيل تؤكد استمرار العمليات العسكرية
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، خلال اجتماع مع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، أن العمليات العسكرية ستستمر خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أن الغارات نُفذت "بتنسيق كامل" مع الولايات المتحدة، التي اعتبرت أن حماس "اختارت الحرب" برفضها الإفراج عن الرهائن.
أثار هذا التصعيد مخاوف من عودة الحرب إلى قطاع غزة بشكل شامل، حيث شهدت مناطق واسعة دماراً كبيراً نتيجة الغارات الأخيرة، ووصف رامز العمارين، أحد سكان مدينة غزة، المشهد قائلاً: "القصف في كل مكان، فتحوا أبواب الجحيم من جديد"، مؤكداً أن الجثث ملقاة في الشوارع وسط نقص حاد في الرعاية الطبية.
خسائر في قيادات حماس
وأعلنت حركة حماس في بيان مقتل رئيس حكومتها في غزة، عصام الدعاليس، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، من بينهم وكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، ومدير الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان، واعتبرت الحركة أن استهداف قادتها يعكس "سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل".
ودعت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل الفوري لوقف الهجمات، محذرةً من تداعيات التصعيد على المنطقة بأكملها. وتراجع القصف الإسرائيلي بعد ظهر الثلاثاء، لكن الأوضاع ما تزال متوترة في القطاع.
إخلاء ونزوح جديد في غزة
مع استمرار الضربات، بدأ السكان في بعض المناطق بالنزوح إلى أماكن أكثر أماناً، رغم شح الموارد وانعدام الأمن، وقالت أحلام عابد، وهي نازحة من جنوب غزة: "لا يوجد أمان.. إلى أين نذهب؟ الموت أهون من هذه الحياة".
جاء النزوح الجديد بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لمناطق قريبة من الحدود، حيث شوهد سكان وهم يحملون ما تيسر من ممتلكاتهم في أكياس وبطانيات.
مواقف دولية وإدانات متزايدة
أثارت الغارات الإسرائيلية ردود فعل غاضبة من عدة دول، حيث وصفت مصر الضربات بأنها "عدائية"، معتبرة أنها جزء من "مساعٍ لجعل غزة غير قابلة للحياة لدفع سكانها إلى الهجرة"، واعتبرت إيران أن الهجمات الإسرائيلية استمرار "للإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، في حين وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إسرائيل بأنها "دولة إرهابية".
ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن سكان القطاع يعيشون في "حالة من الرعب والخوف المتواصل".